لعل انهيار الاتحاد السوفياتي السابق كان نقطة البداية لتغيير عالمي في الصراع بين القوى المتحكمة في مصير الأمم والشعوب .
وسرعان ماطرحت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بديلا للقوة السوفياتية السابقة. لكن الواقع يشير بوضوح إلى توهم وخطأ في حسابات واشنطن إذ أنها تواجه اليوم تحديات كبرى ستجعل قوتها وهمينتها وسلطتها تؤول إلى نفس ماالت اليه قوة الاتحاد السوفياتي المنهار .
صدمت الولايات المتحدة الأمريكية ببوادر تشكيل قوة بديلة قد تتصدر المشهد السياسي والقوة العالمية تتمركز في منطقة غرب آسيا .
من منطلق اسلامي هناك ثقافة الأمم البديلة أو الاستبدال الحضاري الذي مرت به البشرية ودول العالم قبل الاسلام ومنذ ظهوره إلى يومنا هذا .
ثقافة الاستبدال التي اشارلها المرشد السيد علي الخامنئي وفق المنظور الاسلامي تركز على أن الحضارات سرعان ما تتغير وان الدول سرعان ما تمر بمرحلة الشيخوخة وتهرم وتنتهي لتخلفها حضارات جديدة بديلة في قوتها وخطها الفكري والسياسي والعسكري .
منطقة غرب آسيا كما أشار لها المرشد الخامنئي قد تشهد ولادة قوة كبرى بديلة عن امريكا تمتد من الصين وكوريا الشمالية وروسيا والهند وباكستان الى تركيا وإيران .
وهذه المنطقة تمثل الثقل الأكبر اسيويا وعالميا من حيث الكثافة السكانية وحجم الثروات الهائلة والموقع الاستراتيجي وفق الجغرافيا السياسية لخارطة العالم
ما يجري في العالم من افول واضح للدور الأمريكي يجعل المراقب ينظر بعين فاحصة إلى بروز دور بديل وفق رؤية اقتصادية وسياسية وحتى عسكرية من خلال انسجام الموقف السياسي من بكين إلى بيونغ يانغ و موسكو و نيودلهي واسلام اباد وأنقرة وطهران .
هذه المنطقة قد تكون تأثيراتها في العالم أكثر من أي قوة شرقية كانت أم غربية وبشكل إيجابي لصالح الشعوب إقليميا وعالميا .
وربما سنرى في القريب العاجل انتهاء دور الولايات المتحدة كمتفرد في السلطة عالميا مثلما انتهى وانهار الاتحاد السوفياتي السابق .
وبرأي الكثير من المراقبين فإن ظهور قوة عالمية بديلة عن واشنطن قد يحمل إيجابيات كثيرة منها عدم وجود تفرد في القرار السياسي العالمي خاصة مع الأخذ بنظر الاعتبار الاتجاه نحو الافول للقارة العجوز وهي اوربا وتشكيلاتها السياسية والعسكرية من الاتحاد الأوربي إلى الناتو والى منظمات عالمية تفردت فيها واشنطن وأوربا في التحكم بقرارات حاسمة على مستوى ثروات شعوب الأرض كما هو الحال في المنظمات المرتبطة بالبترول والغاز والثروات الطبيعية الأخرى .
نظرية تعاقب الحضارات أو الأمم البديلة نظرية إسلامية التوجه تنطلق من مفهوم الاستبدال الذي تشير له الآية المباركة
وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا .
ثم إن هناك النص القرآني الذي يمثل وعدا لاستبدال الأمم كما في قوله تعالى :
هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تُدۡعَوۡنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبۡخَلُۖ وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِۦۚ وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُۚ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰالكُم.