هذه القاعدة الرياضية التي تظهر أنها بسيطة ومعلومة لدى الجميع، لا تنحصر أهميتها في العلوم الرياضية وإنما تشكل وحدة قياس مهمة في حياة المجتمع، باعتبارها تشكل منهجا وأسلوبا علميا في حل القضايا والمشاكل التي تعترضنا يوميا في حياتنا الشخصية أو المجتمعية. وهذه القاعدة تمثل ، في رأينا، وحدة قيس نحدد من خلالها مدى نجاحنا أو اخفاقنا في التعامل مع قضايانا الحياتية اليومية والمصيرية. وانطلاقا من هذه القاعدة الرياضية العامة، يطرح التونسيون يوميا، وفي كل ساعة إلى أي اتجاه تسير تونس، خاصة بعد كل حادثة أو كارثة أو جائحة بشرية( ارهاب، عنف، غلاء أسعار، فساد ، مافيا….)، السؤال المحوري: ما العمل؟ أو كيف يمكننا الخروج من هذا المأزق؟
طبعا لا يمكن لأحد ــ فردا أو مجموعة ــ أن يدعي أنه قادر على وضع الحلول لكل المشاكل التي تعيشها تونس، أو ضبط المسالك للخروج من الزوايا المغلقة التي وضعتنا فيها حكومات النهضة الارهابية منذ 2011. فهذا الأمر يحتاج إلى عمل فرقي ومؤسساتي يتخذ أبعادا مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية..الخ. ولكن لنتفق أولا حول الإجابة عن السؤال ما ذا يمكن أن نفعل اليوم، أو بماذا نبدأ؟ أم نترك ألأمر على ما هو عليه ونظل ننظر إلى الوطن وهو يغرق أمام أعيننا ونتحسر ونندب خدودنا ..الخ .
أصبح الجميع لا يستطعم غير نكهة العلقم الذي يعيشه وطننا، وكلنا ـ دون استثناء ــ لا يتنفس ولا يتغذى ــ ماديا ونفسيا ــ إلا بطعم مرارة الحنظل الذي يشكل المشهد العام. والكل أجمع على أن هذه الحكومة برئاسة المشيشي لا تهمها مصلحة الشعب ولا مستقبل تونس، بل غايتها الاستئساد بإرادة الشعب والانفراد بالثروة وحماية مصالح حزامها السّياسي الإخواني والمافيوزي. هدفها بات مكشوفا هو عقد الصفقات التي تجلب لها ولحزامها الغنيمة ليتحكموا ويقوموا بدور حراسة كلاب مصالح وكلائهم من الشرق والغرب. لم يكن هدفها، ولن يكون، تحقيق التنمية ولا التخفيف من معاناة الناس ولا استرداد الأموال المنهوبة ، بل غايتها الوحيدة هي كم ستغنم من أموال في حصتها من بيع الوطن !؟
لهذا، نعتقد أنّ أوّل خطوة ينبغي الانطلاق منها، والتي يجمع حولها أغلب التونسيين على اختلاف توجهاتهم السياسية وهياكلهم المدنية والثقافية وغيرها، هي حل مجلس “العرائس المتحركة للشّعب” ( مع احترام النواب الشرفاء فيه). فهذا المجلس هو السّبب المباشر للأزمة في تونس في مختلف أبعادها، وبات يشكّل أحد أبرز ملامح أعطابها. وعلى الرغم من اقتناعنا أن حلّه لن يعالج كل ما راكمته الحكومات الاخوانية من مشاكل وانهيارات في البلاد بلا حدود، ولكن سوف يوقف نزيف هذه الانهيارات ويضع حدا لتفكك مؤسسات الدولة وتغوّل شبكات المافيا بمختلف تعبيراتها. فأملنا الوحيد في نوابنا الشرّفاء والوطنيين أن يبادروا بهذا الحل المكن الوحيد بأخف الأضرار والنتائج، والتي مهما كانت لن تكون في مستوى حالة الرّذالة والعطب الشامل الذي نعيشه اليوم. وبلا لف ولا دوران وتحت عناوين مختلفة أثبتت الوقائع إفلاسها ( الديمقراطية، والانتخابات، ..) ، كفانا عمليات برقلة ( ترقيع) لبناء أصبح بلا قواعد، وفاقدا لأسسه وروحه الوطنية.
أيها النواب الشّرفاء إن كنتم قادرين على جمع أعداد التواقيع اللاّزمة لتفعيل هذه الخطوة من أجل إنقاذ الوطن، فاليوم قبل غد. أيّها النواب الشرفاء الذين أثبتم للشعب صدقيتكم ووطنيتكم، فليس لنا إلا أنتم نتوجّه إليهم بهذا “النداء بطعم الوطن المُعلقم”، فأنتم من لنا فيهم الأمل والرّجاء.