أعلنت ايران عن مناورات مفتوحة للحرس الثوري في الخليج الفارسي واستدعت اليها في ما يبدو قوّات روسية وأخرى صينية. خطوة ذكيّة واستباقية تظهر مرّة أخرى أنّ قدرتهم على إستنباط الأفكار وإبداع الحلول عالية بما يعسّر وضع خصومهم ويربك خططهم. تقضي هذه الخطط أن تكون ضغوط غير مسبوقة على الايرانيين. تأتي المناورات لتفرض واقعا جديدا. في أدنى الحالات ستتوالى ردود الافعال الدولية المنددة بترامبية مراهقة تربك السوق وتمنع حركة الطاقة العادية. في نفس الوقت يتقدم اليمنيون عسكريا وأصبح حلم خصومهم بالسيطرة على الحديدة ومنها على الساحل اليمني أقرب الى الوهم. عمليا تصبح فكرة التضييق بحريا وخنق الايرانيين غير ذات جدوى رغم أنّ كلّ الاستثمار الصهيو أمريكي الخليجي في هذه الفكرة. ننتظر ونرى والله أعلم بماذا سيخرج به الإيرانيون تباعا. ايران حالة ذهنية خاصّة جدا وصعب أن تقنع الناس عامة والمتابعين خاصّة أنها لا تفسّر بمذهب ولا تفسّر بدين. العقل الايراني شيء بين حافظ الشيرازي وقاسم سليماني. سعة رهيبة ومراحل بين بعيد السّكر وصحو الأعصاب. هم ببساطة يتقنون التأليف وحيث لا يرى غيرهم بسيط العلاقة يرون كلّ العلاقة. لم يقطع الايرانيون مع جذورهم الثقافية وهي لم تبدأ مع الاسلام وإنما سكّنت الاسلام فيها بذكاء. فقط زمن البهلوية كانت محاولات قطع سرعان ما ردّ عليها الايرانيون ببأس استثنائي ونصبوا شيخا معمّما اماما عليهم. ذلك الشيخ المعمّم كان الخميني والخميني كان شاعرا سنين شبابه منجذبا الى حافظ وعوالمه الغريبة متغزلا كما كان دفين شيراز يتغزّل. الخميني هو أيضا باعث الحرس الثوري. تحوّس تفهم تدوخ. العرب حكاية أخرى قطعهم الاستعمار وقطّعهم وتذريهم بعده الصهيونية.
الوسومالهذيلي منصر
شاهد أيضاً
كتب د. الهذيلي منصر: فتنة “الحرف” أو في استحالة “البسّ”…كربلاء الأخرى
هناك نصوص عظيمة وأعمال فنيّة عبقريّة وتجارب روحية ودينية عميقة لم تكن لتبلغنا ولم نكن …