الجمعة , 29 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب محسن النابتي: “حكومة سياسية قوية..القهر الدعائي أداة من أدوات الجريمة”

بعد التدافع والتوافق والانتقال والصف الثوري … جاء شعار دعائي جديد ” حكومة سياسية قوية” وهو ليس أكثر من شعار قهر دعائي جديد لاستمرار هؤلاء في تنفيذ جريمتهم، فهل توجد في العالم حكومة غير سياسية وهل رئيس الحكومة الحالي ممثل في فلم ثقافي من اخراج الغنوشي أم ماذا؟

وخاصة قوية، وقوية هذه هي مرادف للصرامة وستكون قوية كما كانت التي قبلها صارمة، وهذه الشعارات الدعائية هي واحدة من أدوات الشعبوية التي تعتبر السياسية عملية اتصالية صرفة لا مضامين ولا قيم ولا مشروع ولا برنامج وانما عملية تواصلية هدفها تضليل الرأي العام والضحك عليه لا أكثر ولا أقل.

هذا القهر الدعائي موجه اولا للراي العام لتضليله وحتى تشتيته بعد أن وصل مرحلة الرفض الكامل لكل ماهو قائم وهي مرحلة تسبق ضرورة عملية التحرك لتغييره، فالقول “بحكومة سياسية قوية” هو بيع وهم للشعب لمزيد ربح الوقت حيث ستبدأ المشاورات والصفقات وعوض الحديث عن جريمتهم والاستعداد لمحاسبتهم يصبح الحديث من خلال مكينة اعلامية اجرامية سيقومون بتحريكها حول اللقاءات ومن هو في القوية ومن هو خارج القوية ومن يقود القوية ومن ماسك بذيل القوية والقوية تولد في دار الضيافة والقوية والقوية …

وثانيا القهر الدعائي موجه للقوى السياسية البرلمانية المعارضة فمن جهة يضع الاخوان مرة أخرى دولة الغنيمة أو ما بقي وليمة للكلاب وقد تقدم الوليمة هذه المرة في سطل بعد أن تكسرت كل الأواني، أما من سيرفض الولوغ في “القحف” هذه المرة فستشن عليه حملة شيطنة فهو لا يحب القوية والسياسية ويرفض تحمل المسؤولية لأن الهدف هو ببساطة اعادة توزيع الغنيمة وجدولة الفشل وربح الوقت للقضاء على ما بقي من مقومات الدولة والمجتمع.

أخيرا رسالة لمن يعتبرون تخلي النهضة عن المشيشي انجازا، نقول لهم الاخوان يغيرون اصدقائهم أكثر مما يغيرون ملابسهم وان تخلوا عن المشيشي وهللتم انتم لـ”السياسية القوية” فقد نجحوا في جعلكم تبلعون الطعم للمرة المليون ويمسحون فشلهم وجرائمهم في أداة تافهة اشتروها من سوق الخردة السياسية التي أقاموها من اللصوص والانتهازيين وباعة الأوطان، فهل المشيشي هو صاحب التنظيم السري وشبكات التسفير والاغتيالات واختراق القضاء وتدمير الاقتصاد وتحطيم القيم المجتمعية وتفكيك المؤسسات وبيع البلاد للقوى الخارجية …أم هو مجرد أداة مرحلية استعملت مثلها مثل كل من سبقها، وبسيط وتافه أصلا من كان يتصور أن الاخوان لن يتخلوا عن هذه الأداة مثل الأدوات التي سبقتها، الأولى اذن هو معالجة أصل الداء وبعد ذلك ستنتهي كل أعراضه بدون عناء كبير أما استمرار الداء الرئيسي ينهش الدولة والمجتمع والحديث عن القوية والاحتفاء بها فهو مشاركة في الجريمة لا أكثر ولا أقل.

شاهد أيضاً

كتب محسن النابتي: قراءة من زاوية أخرى في إغتيال السيد

إغتيال السيد هو خسارة كبيرة من حيث القوة المعنوية للحزب وللمــ ـقاومة عموما، الشهيد كان …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024