الأربعاء , 18 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

أبعاد ومخاطر في التقرير… بقلم: صلاح المصري

لا يمكن الفصل بين فلسطين و العروبة كما لا يمكن فصل العروبة عن الإسلام. اذا سرنا في غير هذا الطريق سنجد أنفسنا نبيع تونس و فلسطين و عروبتنا و هويتنا.

تقرير الحريات الراسمالية( بشرى و مساعديها) يحتوي كل التجاوزات في حق فلسطين و العروبة و الإسلام و الإنسان.

-1-التطبيع حق مطلق و يندرج ضمن سياق الحريات.

2-المقاومة المدنية للتطبيع جريمة يعاقب عليها بالسجن.

3-يجب الدفاع عن حقوق الشواذ و التسويق لهم

4-يجب اخضاع بلادنا للمعايير الدولية الرأسمالية.

5-يجب إسقاط جميع القيم الوطنية العربية الإسلامية الإنسانية و تصنيع مجتمع على مقاس المعايير الدولية.

6-جميع الحقوق الجديدة يتمتع بها التونسي و الاجنبي مما يؤدي إلى استباحة البلاد.

7-يعمل التقرير على إعادة تعريفها و ضبط اسسها وهي اعظم مهمة حتى يتم احداث أسوأ تغيير في مجتمعنا و يصبح نموذجا يتم تسويقه في الأمة العربية والإسلامية. بينما الأسرة قيمة وطنية عربية إسلامية إنسانية. و الأسرة آية عظيمة من ايات الله جعلت لمن يتفكر و يتعقل و يتامل ( و من اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون)

ان عظمة هذا اللقاء المقدس بين الذكر والانثى انه لا يقوم على البعد المادي في النظرة الإلهية و إن كانت المادية قاعدته و احد اسباب قوته(الغريزة ) لكن في عمق التفكر و في عمق البناء الإنساني المعنوي فان العلاقة الدائمة التي تقاوم عوامل الفناء هي المستوى المعنوي من المودة والرحمة،

هذه الآية العظيمة (الزواج بين الذكر والانثى)يخرج بها الانسان الى الآخر و لا يخرج بها الى المثل،فذلك لا يعطيه الحقيقة الجديدة و الروح الجديدة،

ان القران الكريم يريد للانسان ان تكتمل شخصيته و لن تكتمل الا بالزواج لانه به يتعرف على نفسه و يتعرف على حقيقته الموزعة بين الذكر والانثى، ( انا خلقناكم من ذكر و أنثى) لذلك هاجم القران الكريم بشدة هؤلاء الذين يريدون حرمان الانسان من أهم مصعد للمعرفة الحضورية الوجدانية وأهم مصعد للكمال النفسي و الحركي والاجتماعي، وأهم بوابة للخروج نحو الآخر،

اننا ندرك جيدا ان شدة العقاب الذي تم تسليطه على قوم ارادوا الاعتداء الكامل على الحق الأعظم( حق الأسرة)، انما هو تعبير عن قانون تاريخي لا يعرف مصطلحات القسوة و الرأفة و انما يضع المجتمعات امام نتائج أعمالها بعد كثير عفو و كثير صبر و كثير فرص للتراجع عن مواجهة السنن،

ان القرآن الكريم يتحدث طويلا عن الفطرة الإنسانية (الثقافة و القيم الإنسانية الثابتة) و يقصد بها هذه القيم الإنسانية التي جعلها الله في الانسان لتستقيم حياته و يقيم مجتمعه و نظامه السياسي على قاعدتها، مطلب العدالة فطرة ومطلب التعاون و مطلب القوة و مطلب العلم كلها من الفطرة الإنسانية الثابتة. والقران الكريم يعتبر مؤسسة الأسرة قيمة إنسانية و آية الهية لا يمكن تحديها ومن يعمل على تحديها و تخريبها فسيواجه مصيرا محددا ضمن آليات و قوانين تاريخية. واليوم نجد دولا تعاني من ظاهرة افول السكان يعني نسبة الوفيات اكبر من نسبة الولادات، هذه نتيجة منطقية لمسار طويل من العدوان على الأسرة و من تصعيد جنوني لقيم الفردانية و السعادة المادية .

انا قرأت التقرير و قرأت ما يخفيه التقرير و قرأت الموقف الفرنسي الذي يشكر التقرير ، و نحن عاهدنا الله و عاهدنا شعبنا ان نصدق معه و نشارك معه في مقاومة الصهيونية و النيوليبرالية والتطبيع …بشكل سلمي حواري حضاري و راق.

شاهد أيضاً

#تأملات_قرآنية: الرؤية القرآنية لحركة التاريخ…بقلم صلاح المصري

مساهمةً في بناء أفق فكري، عقائدي، نضالي يجمع بين الأبعاد المختلفة في المسيرة الإنسانية العملاقة. …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024