ينتصر الإسلام للمُستضعفين بل لا يمكن تمثّل اسلام ودين من دون هذا الإنتصار التلقائي والفطري للمستضعفين. هو ينتصر لهم لانّه ينتصر للحقّ وليس حقّ أوضح من الإنتصار للمستضعفين. يكون استضعاف بسياق استقواء وبسياق تحوّل القوّة حقّا يدوس كلّ حقّ بل بدوس الحقّ كلّه. أن أحمل هذا المعنى وأصونه فلا أتحوّل عنه ولا أخونه وأحرّض الناس على الإلتزام به وأكون راعي غنم خير لي وخير بأعين الناس وخير عند الله من أن أنخرط في نضال سياسة ألبس لبوسها. نضال سياسة أرفع فيه شعار الله وشعار الدّين وأتنكّر للمستضعفين بل واراهن على مافيوزية ومافيوزيين. للإسلام حدود مرتبطة بالفطرة والضمير ولا حدود للسياسة كما يجتهد فيها اسلاميون. لا مبرّر اطلاقا لما مضوا فيه الّا ربّما من فتوى شياطين. مسؤولية المرء أن يرعى الحقّ في نفسه ومن لا يرعاه في نفسه كيف يرعاه حوله وأبعد منه؟ الواحد يسوس نفسه أسلم. سياسة العالم تطلب الكثير الكثير ممّا لا يتوفّر للإسلاميين ثمّ انّ للعالم ربّا يسوسه ويحميه.